النائب السابق د نزيه منصور
مضى على أزمة الإقليم، ما يزيد على سبع وسبعين سنة، هذا إن لم نحسب موجات الاستيطان عقب وعد بلفور واتفافية سايكس بيكو التي وزعت الإرث التركي بين فرنسا وبريطانيا، حيث استمر الحمل غير الشرعي من ١٩١٩ إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية وانهيار عصبة الأمم وقيام منظمة الأمم المتحدة ومنح اليهود وطن قومي في سنة ١٩٤٨ باسم دولة (اسرائيل)...!
كانت الولايات المتحدة المنتصر الأول وتبنت الكيان بأمومة أميركية، الذي انتقل من الحضن البريطاني إلى الأميركي، ودخل الإقليم من هيمنة السلطنة التركية إلى توزيعه بين الورثة من أنظمة الغرب وانقسمت الأمتين العربية والإسلامية بين هذا وذاك وحصدتا الهزائم، رغم المحاولة اليتيمة في ظل قيادة الرئيس الراحل محمد جمال عبدالناصر التي انتهت بهزيمة مدوية في الخامس من يونيو ١٩٦٧ والتي ما زالت تداعياتها حتى تاريخه، ولن نسترسل في تفاصيل ١٩٧٣ و١٩٨٢ وغيرها التي استسلم فيها الجميع باستثناء ثلة من المؤمنين آمنوا بربهم ودعمتهم الثورة الإسلامية الإيرانية وتبنوا فلسطين وحرروا لبنان في ٢٥ مايو ٢٠٠٠ من دون قيد أو شرط، في حين تجد واشنطن وجهها الآخر في تل أبيب وتفكك الدول والأنظمة مستغلة انهيار الاتحاد السوفياتي وحالة الضياع لدى العرب وتسليم زمام أمرهم لها لعلها تحفظ استمرارها تحت شعار السلام للعدو الذي كشر عن أنيابه وأعلن عن قيام شرق أوسط جديد تحت المظلة الصهيونية بصمت عربي وإسلامي، باستثناء صنعاء وطهران ولبنان بفرعه المجا.هد والحش.د في بغداد الذين تمسكوا بحبل الله وأملوا بالنصر الموعود، ومن ينصر الله ينصره ...!
ينهض مما تقدم، أن الصراع ليس وليد السابع من أكتوبر، بل ما يزيد على قرن وست سنوات بين أهل الحق وأهل الباطل تقوده الولايات المتحدة عبر البحار والمحيطات بتأييد عربي وإسلامي، وانتقل من السر إلى العلن لتشن الحملات الإعلامية والسياسية والاقتصادية، حتى بلغ الأمر بالتهديد العسكري وتحريض العدو على مواصلة تصفية قضية الأمة ومحوها من التاريخ والجغرافيا وتسليم المقود لإسرائيل الكبرى برعاية أميركية مطلقة ومن دون أية شروط...!
وعليه تثار تساؤلات عدة منها:
١- هل فعلاً واشنطن قدر محتوم لا يمكن هزيمتها وبالتالي الاستسلام؟
٢- إذا كان الأمر كذلك، على ماذا يراهن المحور في مواجهة هذا المد الأميركي الجامح؟
٣- ما هو دور الشعوب العربية والإسلامية وموقفها من أنظمة الحكم والحكومات التي تسير في الركب الأميركي؟
٤- كم من الامبرطوريات عبر التاريخ انتهى بها المطاف إلى التفكك والأنهيار، هل الولايات المتحدة الأمريكية استثناء؟